مقالات وابحاث

ابتكار البلاستيك العضوي أو البلاستيك الحيوي

 

عصر البلاستيك …. او هكذا اطلق البعض على عصرنا الحالي والذي يرجع الفضل فيه الى العالم “ليو بايكلاند” الذي اخترع أول مادة بلاستيكية، ولان البلاستيك اصبح من اكثر المواد اهمية في حياتنا اليومية والذي لا يخلو تقريبا اي شيء منه.

تقدر الدراسات أن إنتاج البلاستيك التقليدي يستهلك سنويا 4% من مجمل الإنتاج العالمي من النفط الخام، وأنه في عام 2012 تم إنتاج 280 مليون طن من البلاستيك عالميا.

وتم استخدام هذه الكميات الضخمة في معظم الصناعات، انتهى اغلبها على هيئة نفايات في البحار والمحيطات تجرفها المياه الى الشواطيء لتبدأ معاناة من نوع اخر الا وهي التلوث الذي هدد حياة انواع كثيرة من الحيوانات البحرية بل في حالات كثيرة ادى الى انقراض سلالات بكاملها لهذا اتجه العلماء للبحث عن بدائل او انواع جديدة من البلاستيك قادرة على التحلل ولا ينتج عنها مخلفات. فمن المعروف ان بعض انواع البلاستيك التقليدي يحتاج الى الف عام للتحلل اما اذا تم حرق نفايات ابلاستيك فينتج العديد من الغازات والمركبات الكيميائية الضارة.

“منذ ثمانينيات القرن الماضي، يسعى الباحثون لإيجاد بديل مناسب عن البلاستيك التقليدي المصنوع من النفط الخام، وقد أسفرت أبحاث علمية عن ابتكار البلاستيك العضوي أو البلاستيك الحيوي المصنوع من بعض المواد النباتية الخام والمتجددة “

ابتكار البلاستيك العضوي أو البلاستيك الحيوي

استطاع فريق من الكيميائيين ابتكار البلاستيك العضوي أو البلاستيك الحيوي المصنوع من بعض المواد النباتية الخام والمتجددة، كالذرة والقمح والبطاطس وقصب السكر حيث يتم الحصول على النشا والسكريات والسليلوز، وبواسطة بعض المعالجات الحيوية والكيميائية، يتم تصنيع هذا النوع من البلاستيك القابل للتحلل بيولوجيا خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا.

ويقسم البلاستيك العضوي أو الحيوي إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي:

* بلاستيك متحلل ضوئيا، وهو نوع من البلاستيك الحساس للضوء وخصوصا للأشعة فوق البنفسجية، حيث تتفكك الروابط الكيميائية الموجودة فيه خلال بضعة أشهر.

* بلاستيك كامل التحلل، وتتعدد أنواع هذا النوع من البلاستيك، ومنها “البولي لاكتات” و”البولي ايسترات” و”متعدد السكريات” وهذا النوع من البلاستيك يتم تصنيعه من مواد طبيعية نباتية وبكتيريا وفطريات.

*بلاستيك نصف متحلل وينتج من خلال عملية الجمع بين البلاستيك التقليدي والنشا، إذ يستعمل “البولي بروبلين” و”البولي ايثيلين” مع النشا وتستطيع الكائنات الحية الدقيقة تحليل الشق الطبيعي المحتوي على النشا، والهدف من تصنيع هذا النوع من البلاستيك العضوي تقليل كمية النفايات البلاستيكية.

ويعتمد استخدام الأنواع السابقة من البلاستيك العضوي على نوع المنتج المراد تصنيعه والغاية من استعمال البلاستيك، وتعد البرازيل حاليا من الدول الرائدة في مجال إنتاج هذا النوع من البلاستيك، حيث تستثمر شركة “براسيكم” الكميات الضخمة من قصب السكر التي يتم إنتاجها في البلاد.

وقد استخدمت بعض أنواع البكتيريا المعدلة وراثيا لإنتاج البلاستيك العضوي حيث تعمل على استقلاب الكربوهيدرات والأحماض الدهنية التي يتم استخراجها من النفايات لإنتاج مادة بوليستر بيولوجية.

” إنتاج البلاستيك العضوي تضاعف خلال السنوات القليلة الماضية، وزادت الاستثمارات المخصصة لإنتاجه التي تهدف إلى تحقيق مفهوم الاستدامة البيئية “

إن إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية التقليدية على مستوى العالم، لا تزال أقل من المستوى المطلوب، وبالرغم من أهمية إعادة استخدام الكميات الهائلة من تلك المخلفات، فإن عملية إعادة تدويرها ما زالت مكلفة ولا يمكن أن تطبق على كافة أنواع المخلفات البلاستيكية التي يتوقع أن تبلغ كميتها في عام 2050 نحو 33 بليون طن.

من هنا يكتسب البلاستيك العضوي أهمية خاصة في كونه صديقا للبيئة وذاتي التحلل إلى حد كبير ويخلو معظمه من المركبات السامة والخطيرة التي تفتك ببيئتنا حاليا.

المصدر

اكتب تعليقك .؟

برجاء ادخال الاسم
برجاء ادخال البريد الالكترونى
برجاء ادخال الرسالة