مقالات وابحاث

كيف يمكن للمدن خفض استخدام الطاقة ؟

باتت معدلات استهلاك الطاقة الموضوع الشاغل للكثير من الدراسات والابحاث. وفي احدث الدراسات التي تناولت عدد نت المدن حول العالم لبحث استخدام الطاقة ومعدلات استهلاكها.

تناولت الدراسة عدد 274 مدينة حول العالم ، وتناولت الدراسة جميع أحجام ومناطق المدن في جميع أنحاء العالم ووجدت أن:

88٪ من استخدام طاقة في النقل والمواصلات

و 37٪ من جميع الاستخدامات الحضرية المباشرة للطاقة يكون متمثل في النشاط الاقتصادي ، وتكاليف النقل ، والعوامل الجغرافية ، والشكل الحضري.

وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) ، تستهلك المناطق الحضرية ما بين 67٪ و 76٪ من الطاقة العالمية وتولد حوالي ثلاثة أرباع انبعاثات الكربون العالمية. وان استخدام الطاقة في المدن سيزداد بأكثر من ثلاثة أضعاف.

واوضحت الدراسة ان العديد من المدن ستحتاج الى ادخل سياسات جديدة وتشريعات مختلفة لتكون فعالة في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المدن وفقًا لنوعها. كذلك اسعار الوقود المستخدم في وسائل النقل والمواصلات يجب دراستها ووضع خطط الاسعار فيما يتوافق مع معدلات استخدام الطاقة. وبالنسبة للمدن في البلدان النامية والتي مازالت تعاني من ضعف البني التحتية فيجب عليها ان تسرع في وضع خططها المستقبلية.

وبينت الدراسة ان اسعار الوقود والكثافة السكانية يرتبطان بشكل وثيق مع معدلات استهلاك الطاقة وخاصة تلك المستخدمة في وسائل النقل والسفر ، يليهما النشاط الاقتصادي.

ثمانية أنواع من المدن

حدد التحليل ثمانية أنواع مختلفة من المدن ، تعتمد على مزيج من الناتج المحلي الإجمالي للفرد ، والكثافة السكانية ، وسعر البنزين (الوقود). وكان معدل الثراء هو أهم عتبة متغير في المستوى الاعلى ، اما في المستوى الثاني فكانت الكثافة السكانية وأسعار البنزين، وجاءت في المستوى الأدنى الكثافة السكانية ومعدلات استخدام انظمة التدفئة.

من بين المدن الغنية كانت تلك التي لديها أعلى أسعار للبنزين وأدنى استهلاك لاجهزة التدفئة فكانت المحصلة : أقل استخدام للطاقة. لكن المدن ذات الكثافة السكانية التي تزيد عن 450 لكل كيلومتر مربع هي قادرة على تعويض انخفاض سعر البنزين من حيث تقليل استهلاكها للطاقة.

تأثير المناخ مهم:من بين المدن الأقل ثراء يكون استهلاك الطاقة أعلى بثلاث مرات في المناخات الباردة منه في المناخ الأكثر دفئًا. في المدن الأكثر ثراءً ينخفض ​​هذا الاختلاف إلى 1.5 مرة.

النوع الوحيد من المدن الذي يظهر انخفاضا لانبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بالنقل في نفس الوقت الذي ترتفع فيه مستويات الناتج المحلي الإجمالي ، هو تلك الموجودة في البلدان المتقدمة حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 13500 دولار ويقل عدد سكانها عن 2 مليون نسمة. ويشير هذا إلى أنه مع ارتفاع مستويات الدخل ينفصل استخدام النقل الحضري عن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي. وقد لوحظ هذا أيضًا على المستوى الوطني في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

ووجد الباحثون أن التخطيط الحضري الجيد والضرائب على الوقود يمكن أن يخفضان استهلاك الطاقة الحضرية بشكل أفضل في المدن في الاقتصادات الناشئة ، أي في آسيا (57٪) ، وحوالي الثلث (29٪) في أفريقيا والشرق الأوسط. كما يمكن لزيادة أسعار البنزين أو الضرائب وتشجيع أشكال حضرية صغيرة ومتاحة إلى جانب خيارات التصميم الحضري البسيط أن تقلل من استخدام الطاقة في المدن المتقدمة. وهذا بدوره يمكن أن يقلل من استخدام الطاقة العالمي في المدن بنسبة 26 ٪ .

وفي الوقت الحالي ، تقوم آلاف المدن في جميع أنحاء العالم بتطوير خطط عمل مناخية محلية ، لكن الباحثين يقولون إن تأثيرها الكلي على الانبعاثات غير مؤكد. يرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض المساءلة ونقص البيانات الأساسية ، ولكن أيضًا لأن الاستراتيجيات قد لا تكون الأكثر فاعلية في خفض الانبعاثات لكل نوع معين من المدينة، وذلك لانه من الضروري استهداف المصادر الرئيسية للانبعاثات.

ونوهت الدراسة انه هناك اختلافات كبيرة تعتمد على نوع الصناعة أو النشاط التجاري المسيطر الذي قد يكون موجودًا في مدن معينة والتي يمكن أن تزيد بشكل كبير من استخدام الطاقة لذا دعت الدراسة الى ضرورة توليد بيانات جديدة تعتمد على الانتاج للمدن في جميع انحاء العالم.

 

 

 

المصدر

اكتب تعليقك .؟

برجاء ادخال الاسم
برجاء ادخال البريد الالكترونى
برجاء ادخال الرسالة