مقالات وابحاث

مقال: “الانسان والمخلفات” علاقة تؤثر على مستقبل الارض

حضارة النفايات …. هل للنفايات والمخلفات الناتجة عنا حضارة او ثقافة خاصة بها …؟

كيف تبدلت احوال البشر وانتقلوا بين العصور لتزدهر مجالات وتندثر مجالات اخرى ..؟ وكيف اثر ذلك على البيئة المحيطة ؟

هل كان له اثر ايجابي ام سلبي؟

كيف تعامل البشر مع المخلفات او النفايات الناتجة ؟

مقال نشر في مجلة بيئتنا تناولت فيه الكاتبة مشكلة كيف عبر البشر على مر التاريخ وكيف اصبحت الارض بكل مواردها الطبيعية ومكوناتها نظرا لتدخل الانسان فيها…

انها حضارة بناها الانسان على الارض على مر التاريخ وانتج عنها حضارة جديدة وهي … حضارة النفايات …!

اليكم المقال…..

قال الله تعالى في كتابه العزيز :

بسم الله الرحمن الرحيم

” ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ” . صدق الله العظيم

سورة الاسراء آية رقم 70

نعم ، نحن من كرمنا الله ، وأنعم علينا بفضله ، ، فقد خلق الارض وذرأ فيها من كل خير بما ينفع البشر وما يحيط من حوله من مكونات طبيعية وغير طبيعية . وموارد استعان بها الانسان لمعيشته وتقدمه ورخائه واحترام آدميته ، فلقدر الإنسان نعم الله ويحمده ويشكره ، ويأتي الحمد بالقول والفعل ..

بنيت حضارتنا التكنولوجية الحديثة في القرن الواحد والعشرين على أساس التطور الصناعي وبداية ظهورالتكنولوجيا في القرن السابق ، مستندة على نظريات ونتائج علمية لعلماء القرن العشرين وعلوم العصور السابقة ، والتي غيرت وجه الأرض ، ولكل حضارة بناء أساسه العلم ، فنحن اليوم كبشر عبرنا التاريخ بما مرت عليه الأرض ومكوناتها الطبيعية من ظروف تدخل بها الانسان ليبني أو يهدم حضارة ، فوصلنا الى ازدهار صناعي تكنولوجي كبيرجدا مقارنة بالعصور السابقة ، وشملت هذه الحضارة جميع أنحاء الكرة الأرضية على اليابسة وفي الماء ، وأصبحنا نسبق الزمن بفوارن الثورة التكنولوجية التي أصبحت تحل الكثير والكثير من المشكلات في شتى المجالات ، وحتى الصناعية منها بجميع مراحل التصنيع الى حين التخلص من نواتج الصناعات ، الأمر الذي لايزال العمل عليه جاريا ولم ينته بعد ، وهنا نقطة توقف زمنية أخذت من الوقت والجهد ولاتزال كذلك لحل مشكلة نواتج ومخلفات الصناعة في كل مكان ، ليس من المصانع فقط بل لحين وصول المصنوع إلى المستهلك له ، وانتفاء الغرض منه .

مخلفات المصانع

لقد حلت التكنولوجيا جزءا من مشكلة النفايات نراه بشكل جلي في التقليل من استخدام الورق في الدوائر الرسمية في الكويت ومعظم الدول ، والتي تعتبر الأكثر استهلاكا للورق عن نفايات الورق المنزلية ، وأصبح البديل عن الورق هو حفظ البيانات والمعلومات في شرائح صغيرة الحجم خاصة بأجهزة الحواسيب ، ولنقف قليلا عند أجهزة الحواسيب ، فمع تقدم الصناعة والعلم يتطورانتاج هذه الأجهزة ، ويتم الاستغناء عن الأجهزة القديمة والتي لم يعد لها استخدام ، لتستبدل بالأجهزة الأحدث .. جميل .. طالما يوفر علينا استهلاك موارد الطبيعة ناتجه الورق ، لكن .. يكون المسارلمستقبل نفايات أجهزة الحواسيب القديمة موازيا لمستقبلنا وأجيالنا القادمة ، فإن أحسنا التخلص منه بصورة صحية ضمنا بيئة صحية ، أما إن لم نحن ذلك فسيعود علينا وعلى بقية مكونات البيئة بالضرر ، أبرز مثال على ذلك لجوء بعض سكان المناطق الفقيرة من العالم كبارا وصغارا إلى استخلاص المعادن من محتويات الحواسيب والأجهزة الالكترونية الأخرى أيضا لبيعها ، وهم لايعلمون أن الأبخرة الصاعدة من إذابة هذه المواد تضر بصحتهم وقد تؤدي إلى الوفاة ، وأن الأموال التي يحصلون عليها نظير بيعهم هذه المواد المستخلصة من هذه الأجهزة سوف يحتاجونها لعلاج الأمراض التي أصيبوا بها نتاج التعرض لهذه المواد الخطرة .

المخلفات الالكترونية

إن ذلك لا يعني أنه لا يوجد حل لإحدى أنواع النفايات وهي النفايات الالكترونية ، بل إن هناك دولا تقوم بإستيراد هذه النفايات والتي تشمل إلى جانب أجهزة الحواسيب أجهزة الهواتف النقالة والألعاب الالكترونية ، والأجهزة الكهربائية ، والتي من أخطر المواد التي توجد بها أو بأنواع منها هي الزئبق والرصاص والكادميوم والزنك ، وتقوم هذه الدول بإعادة هذه المواد الى مكوناتها وتدويرها بشكل آمن .

حلول بيئية

وهناك حلول بيئية أخرى أيضا نوصي بها نحن كبيئيون بأن يتم تصنيع أي منتج كان بحيث تكون صديقة للبيئة وآمنة عند التخلص منها ، بل وتعود بالنفع على البيئة ، مثال ذلك قيام أحد المصانع بصنع علب الأغذية من نواتج الذرة المجففة ..

العصر القادم

إن التكنولوجيا تخدم الصناعة ويمكن للمصانع الاستفادة منها للخروج من مشكلة النفايات ، أما الاستمرار في التقدم وبناء حضارة التكنولوجيا لخدمة البشرية في العالم والتصنيع بلا حدود وانتهاك دورة الحياة الطبيعية بأي شكل من الأشكال وتعريض البيئة لخطر النفايات ، وتخاذل بعض المصانع عن دورها التوعوي للمستهلك ، واهمال نواتج التصنيع ، وقلة المساهمة في صناعات إعادة التدوير ، ومحدودية تشجيع ذلك من قبل الجهات الرسمية ، سوف يؤدي بنا المطاف الى نماء كبير في النفايات بأنواعها وتصنيفاتها والذي سوف يفوق حجمه التطورالحضاري التكنولوجي ، في نهاية الأمر سوف يتم إعادة استخدام وتدوير النفايات بحجمها الذي لا يزال في تزايد فوق الأرض وفي باطنها ، فتكون الصناعات الجديدة مبنية على مواد خام من النفايات لصنع منتجات أحدث وانتهاء عصر المواد الخام من الموارد الطبيعية ، حينها بل ومن الآن لن نقبل أن تبنى حضارة من نفايات ثورة صناعية وتكنولوجية بنيت على أساس العلم والتعقل .

فلنكون أهلا لنعم الله ، ونحافظ على ما رزقنا من الأرض والسماء ، وذلك سهل يسير ، إن أحسنا التعامل والتداول مع محيطنا البيئي على أجمل الكواكب .

 

المصدر

اكتب تعليقك .؟

برجاء ادخال الاسم
برجاء ادخال البريد الالكترونى
برجاء ادخال الرسالة