مقالات وابحاث

ماذا تستفيد الدول العربية من الانتقال لاستخدام وسائل الطاقة النظيفة؟

على الرغم من اعتماد غالبية دول العالم على استخدام وسائل الطاقة التقليدية (البترول ومشتقاته) خاصة دول العالم العربي وتأتي على رأس القائمة دول الخليج العربي خاصة وانها تستخرج يوميا كميات ضخمة من هذا البترول ويعتبر مصدرا اساسيا في اقتصادها. الا اننا بحاجة ماسة الى نشر المزيد من الوعي بخصوص الاثار السبية التي تنتج عن استخدام الوقود الاحفوري وضرورة التحول لاستخدام مصادر الطاقة البديلة او المتجددة الاخرى.

تُعرَف الطاقة المتجددة أو النظيفة بأنها الطاقة التي يتم توليدها من مصدر طبيعي غير تقليدي مستمر ولا ينضب، حيث يتم تحويلها من طاقة طبيعية إلى طاقة أخرى يمكن استخدامها في أي مجال تقني، وتنتج الطّاقة المتجددة من الرياح أو المياه أو الشمس, كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة الأرض الحرارية.

ان التحول لاستخدام مصادر الطاقة النظيفة بدول العالم العربي على وجه الخصوص لن يتم بشكل سهل وسريع وانما سيحتاج جهد كبير مبذول من قبل الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني التي ستشكل الداعم الاساسي للقرارات التي ستتخدها الحكومات للتحول الى استخدام المصادر البديلة امام مستثمري النفط الذين سيقاتلون بشراسة للحفاظ على استثماراتهم في هذا المجال.

وللعلم فإن التحول الى استحدام مصادر الطاقة البديلة او النظيفة والمتجددة بالعالم العربي سيحقق عدد من الفوائد العظيمة ، نذكر منها على سبيل المثال:

من الناحية الاجتماعية والبيئية:

  1. الطاقة المتجددة مصدر محلي لا ينتقل ولا ينضب ويتلاءم مع واقع تنمية المناطق النائية والريفية واحتياجاتها
  2. هذه الطاقة نظيفة ولا تلوث البيئة ولا تحدث أي ضوضاء
  3. كما أنها تستخدم تقنيات غير معقدة ويمكن تصنيعها محلياً في جميع الدول النامية.

من الناحية الاقتصادية:

فإن توليد الطاقة المتجددة لا يكلف شيئاً غير بناء محطات الطاقة المتجددة مما سيدر عائد مادي كبير. وهذا يضمن استمرار توافر الطاقة بسعر مناسب ومنتظم

يساعد على دعم قطاع العمل في العالم العربي الذي تعاني معظم بلدانه من مستويات عالية من البطالة

كما سيوفّر وظائفاً مناسبة للعمال الأقل حظاً من التعليم

يشير تقرير جديد صادر عن كندا -وهي إحدى أهم البلدان التي تمتلك النفط الرملي- بأن الانتقال من استخدام الوقود الأحفوري المستخرج من النفط الرملي إلى الطاقة المتجددة، عمل على زيادة فرص العمل في قطاع الطاقة النظيفة بنسبة 37%.

تشجيع قطاع الاستثمار والمستثمرين بهذا المجال خاصة انه مازال مجال وليد ولا يوجد به اي استثمارات حقيقة حاليا.

بالإضافة إلى زيادة القدرة التوليدية للطاقة النظيفة خلال فترة صغيرة

تماماً كما حدث في كندا التي نمت قدرتها على توليد الطاقة النظيفة خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 93%، نتيجة لضخ المستثمرين مبلغ لا يقل عن 250 مليار دولار للاستثمار بالطاقة الخضراء في هذه الفترة.

اخيرا …. يجب التاكيد على اهمية نشر الوعي باخطار استخدام الوقود الاحفوري وبدء وضع الاستراتيجيات والخطط من قبل الحكومات للانتقال الى استخدام المصادر المتجددة والبديلة وتوعية الشعوب العربية بمثل هذه القرارات المستقبلية حتى تتم عملية الانتقال بتوافق شعبي وحكومي متناسق دون اي مشكلات او عقبات.

اكتب تعليقك .؟

برجاء ادخال الاسم
برجاء ادخال البريد الالكترونى
برجاء ادخال الرسالة