
تحويل مخلفات البلاستيك الى وقود !!
البلاستيك مادة مضرة بالبيئة بداية من مرحلة التصنيع ، حتى عند التخلص منه فمادة البلاستيك تولد العديد من المواد ذات تأثير سلبي على البيئة .
يصنع البلاستيك من مواد نفطية ، و يقدر أن 7% من ناتج النفط السنوي بالعالم يستخدم لإنتاج وتصنيع المواد البلاستيكية. هذه النسبة أعلى من معدل النفط الذي يتم استهلاكه في قارة افريقيا بأكملها.
نسبة إعادة تدوير البلاستيك بالعالم منخفضة جداً لذلك يتم التخلص منه عن طريق حرقه أو دفنه ، و مخلفات البلاستيك تلوث الكتلة المائية حول العالم (البحار و المحيطات) ، أطنان من البلاستيك فى الولايات المتحدة واليابان تطفو على سطح المحيط الهادي ، وتتسبب بمقتل الحيوانات والطيور. و ربما أفضل من سلط الضوء على هذه المأساة هو الكابتن تشارلز مور من مؤسسة البحوث البحرية Algalita في محاضرته في TED.
إذا ما الفائدة من البلاستيك ؟؟
عندما يتم حرق البلاستيك تتولد سموم وكمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 ، لكن في حال تم تحويله إلى وقود، سيقلل من غازات CO2 المنبعثه وبنفس الوقت سنرفع من وعي الناس إلى قيمة المواد البلاستيكية . هناك من يقدرون البلاستيك حيث يحتوي على قيمة عالية من الطاقة أعلى من أي شيء آخر قد تجده في حاوية النفايات .
فقامت شركة يابانية تدعى Blest بإنتاج آلة صغيرة آمنة جدا وسهلة الاستخدام ، يمكنها تحويل عدة أنواع من البلاستيك إلى مادتها الأولية ، الوقود (النفط).
على الرغم أن اليابان قد حسنت كثيراً من كفاءة الاستخدام للمواد البلاستيكية على مدار السنوات إلى 72٪ في عام 2006 ، إلا أن هذا يعني أن يترك 28٪ من البلاستيك ليدفن في مدافن النفايات أو ليتم حرقه . ووفقا لبيانات معهد إدارة نفايات المواد البلاستيكية ، فإن المواد البلاستيكية التي تعالج بشكل كفؤ تنقسم إلى 20٪ التي يتم إعادة تدويرها , و 52٪ التي يتم حرقها لغرض استرداد الطاقة ، أي توليد الحرارة أو الطاقة الكهربائية منها .
فكرة تحويل البلاستيك إلى وقود:
* تقنية التحويل هذه المطورة من شركة Blest آمنة جداً لأنها تستخدم التحكم في درجة الحرارة و تستخدم سخان كهربائي بدلاً من اللهب.
* الآلة قادرة على معالجة البولي ايثلين والبولي ستايرين والبولي بروبلين ولكن ليس الزجاجات البلاستيكية (زجاجات PET ).
* النتيجة أننا سنحصل على الغاز الخام الذي يمكن أن يعمل كوقود للمولدات أو المواقد ، وإذا ما تمت معالجته يمكن أيضاً ضخه كوقود للسيارة ، القارب أو الدراجة نارية .
( كجم واحد من البلاستيك تنتج ما يقارب لتر واحد من الوقود. لتحويل هذه الكمية نحتاج الى حوالي 1 كيلو وات من الكهرباء )
الشركة تصنع الآلة بمختلف الأحجام وقد تم وضع 60 جهاز في المزارع ومصائد الأسماك والمصانع الصغيرة في اليابان وبعضها أيضاً في الخارج .
صورة الجهاز:
طريقة جديدة للتفكير
قال السيد أكينوري إيتو ، الرئيس التنفيذي لشركة Blest ، “إن منزلك هو حقل نفط المستقبل.” ، فحاوية النفايات المنزلية في اليابان تحتوي على أكثر من 30٪ من المواد البلاستيكية ، أغلبها مواد للتعبئة والتغليف.
النموذج المصغّر للآلة كانت جزء من مشروع بدأه السيد أكنورى إيتو منذ عدة سنوات في جزر المارشال . حيث عمل مع الحكومة والمدارس لتعليم الناس ثقافة إعادة التدوير و قيمة البلاستيك في النفايات ، و نشر حينها المفهوم الياباني موتانيني mottainai ، هذا المصطلح هو اقرب ما يكون لكلمة تبذير أي أن المخلفات البلاستيكية أو ما نعتبره نفايات هي أكثر من ذلك بكثير ومن المؤسف التخلص منها بهذه الطريقة .
الجهاز يعتبر حل عملي لمشكلة البلاستيك خصوصاً في الأماكن النائية أو السياحية التي غالبا ما يزورها السياح مخلفين ورائهم الكثير من العبوات البلاستيكية التي يصعب التخلص منها ، فالجهاز لا يساعد فقط على التخلص من البلاستيك بل يوفر أيضاً وقود للحافلات والقوارب.
خاتمة ..
البلاستيك مادة مهمة جداً لكن اختراع البلاستيك ولّد مشكلة كبيرة لازال العالم يكافح لحلها. مع التهديد المتزايد للوصول لذروة النفط في العالم لابد للأمور أن تتغير، العالم الآن يقف على أعلى قمة الوقود وبالتالي على قمة جبل من البلاستيك ولا سبيل للتحرك إلا الى للأسفل .
هذه الآلة هي خطوة إلى الأمام في التوصل إلى حل لمشكلة اعتمادنا المتزايد على النفط ومنتجاته ، وتساعد على رفع الوعي بمضار انبعاثات الكربون ، كيف ينتج وكيف يمكن التخفيف منه .
اكتب تعليقك .؟