
صراع الطاقة المستدامة في العالم مستقبلا
اصبحت الطاقة هي الشغل الشاغل لكل القطاعات من سياسية واجتماعية واقتصادية وبيئية. لهذا نجد العديد من المؤسسات والهيئات العالمية قد خصصت جزء كبير من ابحاثها ودراساتها في مجال الطاقة وكيفية استخدامها على اكمل وجه والبحث عن بدائل لها.
ومؤخرا صدر تقرير عن البنك الدولي تحت عنوان “ما تحقق من تقدم نحو الطاقة المستدامة” لعام 2015 وهو يعتبر لمحة سريعة حول ما حققه العالم من تقدم نحو الطاقة المستدامة ورفع كفاءة استخدامها ، ومضاعفة نسبة مصادر الطاقة المتجددة المستخدمة في العالم.
وجاء في التقرير:
تراجع عدد من لا يحصلون على الكهرباء من 1.2 مليار شخص إلى 1.1 مليار، وهو معدل للتقدم أسرع كثيرا من فترة 1990-2010. وبالإجمال أصبح لدى 222 مليون شخص إمدادات من الكهرباء خلال تلك الفترة مقابل 138 مليون شخص في الفترة السابقة. وتتركز هذه المكاسب في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء، وفي المناطق الحضرية في الأساس. وارتفع معدل الكهربة في العالم من 83 في المائة عام 2010 إلى 85 في المائة عام 2012.
ونحو 3 مليارات مازالوا يطهون باستخدام أنواع ملوثة من الوقود مثل الكيروسين والأخشاب والفحم الحجري والروث.
ومع زيادة الزخم، كما يفيد التقرير، سيتعين التعجيل بوتيرة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة.
وفيما يخص الطاقة المتجددة ومصادرها:
فقد ارتفعت الطاقة المتجددة الحديثة (من مصادر تتضمن الطاقة المائية والشمسية وطاقة الرياح) بنسبة 4 في المائة سنويا خلال فترة التتبع.وشكلت الطاقة المتجددة الحديثة 8.8 في المائة من إجمالي الاستهلاك العالمي للطاقة عام 2012.غير أن الوفاء بهدف المبادرة بحلول عام 2030 يجب أن تصل نسبة النمو السنوي للطاقة المتجددة إلى 7.5 في المائة.وبين عامي 2010 و2012، انخفض تركيز الطاقة أكثر من 1.7 في المائة سنويا، بمعدل أكبر كثيرا من المعدل السنوي بين عامي 1990 و2010، لكنه مازال أكثر انخفاضا من المستهدف في المبادرة وهو 2.6 في المائة بين عامي 2010 و2030.
وقد قدم التقرير عدد من التوصيات الرئيسية لصانعي السياسات في العالم ، وهي كما يلي:
يجب زيادة الاستثمارات العالمية السنوية في الطاقة من حوالي 400 مليار دولار حاليا إلى ما بين 1-1.25 تريليون دولار. ومن هذا المبلغ، مطلوب تخصيص ما بين 40 و100 مليار دولار سنويا لتحقيق هدف تعميم الكهرباء. ويتطلب حصول الجميع على وقود الطهي الحديث، في المقابل، 4.3 مليار دولار سنويا فحسب.
اعتماد وسائل حديثة لقياس تعميم الطاقة مثل وجود وصلة كهرباء في المنازل، فالكثير من المجتمعات تُحسب على أن لديها كهرباء لكنها في الواقع لا تحصل إلا على قدر محدود للغاية من الإمدادات المنتظمة.
ستحتاج البلدان ذات القدرات الضعيفة إلى الحصول على أحدث تكنولوجيا الطاقة النظيفة وما يرتبط بها من معارف.
ترتبط الطاقة ارتباطا وثيقا بغيرها من القطاعات ذات الأهمية البالغة للتنمية العالمية مثل المياه والزراعة والصحة. وسيكون لزيادة فهم هذه الروابط أثر حيوي في تحقيق أهداف المبادرة وغيرها من أهداف التنمية. فاستخدام المياه بمزيد من الكفاءة، على سبيل المثال، يخفض في الغالب استهلاك الكهرباء، كما أن الحد من الطلب على المياه يخفض الحاجة إلى ضخ المياه ومعالجتها، فكفاءة استخدام المياه هي أيضا كفاءة استخدام الكهرباء.
ويصدر إطار التتبع العالمي لمبادرة الطاقة المستدامة للجميع كل من مجموعة الممارسات العالمية المعنية بالطاقة والصناعات الاستخراجية في البنك الدولي وبرنامج مساعدة إدارة قطاع الطاقة بالبنك الدولي والوكالة الدولية للطاقة، ويسانده 20 منظمة ووكالة شريكة أخرى
اكتب تعليقك .؟